الأفضل لك

قال الله تعالى: الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّـهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴿٢٦٨﴾ سورة البقرة

الأفضل لك

الأفضل لك أن تكون في الدنيا كعابر سبيل

الأفضل لك أن تكون في الدنيا كعابر سبيل

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وخاتم النبيين، أما بعد فقد قال الله تعالى في القرءان الكريم: ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ﴾

حقيقةٌ عظيمة أوصانا النبيّ صلى الله عليه وسلم بكثرة ذكرها، إنها حقيقة الموت، إنها الحقيقة الكبرى وما هي إلا لحظة واحدة في مثل غمضة عين أو لمحة بصر تخرج فيها الروح إلى بارئها فإذا العبد في عداد الأموات، عجبًا ممن يعلم أن الموت مصيره والقبر مورده كيف تقر بالدنيا عينه وكيف يطيب بها عيشه كم من قريب دفناه وكم من حبيب ودعناه ثم نفضنا التراب من أيدينا وعدنا إلى دنيانا لنغرق في ملذاتها، عند الموت وشدته والقبر وظلمته وفي القيامة وأهوالها ينقسم الناس إلى فريق أول حالهم كما قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّـهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ﴾ ألا تخافوا مما أمامكم من أهوال الآخرة ولا تحزنوا على ما خلفكم في الدنيا من الأهل والولد والمال نحن أولياؤكم في الآخرة نؤنسكم من الوحشة في القبور وعند النفخة في الصور ونؤمنّكم يوم البعث والنشور وفريق ثانٍ من الكفار هو الفجّار فحالهم كما قال تعالى: ﴿وَلَو تَرى إِذِ الظّالِمونَ في غَمَراتِ المَوتِ وَالمَلائِكَةُ باسِطو أَيديهِم أَخرِجوا أَنفُسَكُمُ اليَومَ تُجزَونَ عَذابَ الهونِ بِما كُنتُم تَقولونَ عَلَى اللَّـهِ غَيرَ الحَقِّ وَكُنتُم عَن آياتِهِ تَستَكبِرونَ﴾ وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنها أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أكثروا من ذكر هادم اللذات فإنه لا يكون في كثير إلا قلّله ولا قليل إلا كثّره"، أي قاطع اللذات الموت، وصية محمد صلى الله عليه وسلم الإكثار من ذكر الموت، فما كان في كبير إلا قلّله الله ولا في قليل إلا كثّره، وقد ورد في الحديث الصحيح الذي رواه السيوطيّ رحمه الله "أكيس الناس أكثرهم استعدادًا للموت" أي أعقل الناس من يستعد لما ينفعه بعد الموت لأن الدنيا دار مرور والآخرة دار قرار الذي لا نهاية له، فأكيس الناس أكثرهم ذكرًا للموت، وأكثرهم ذكرًا أكثرهم له استعدادا، الله يتوفانا على كامل الإيمان.