الأفضل لك

قال الله تعالى: الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّـهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴿٢٦٨﴾ سورة البقرة

الأفضل لك

الأفضل لك ... أن تتزوّد للمعاد

الأفضل لك أن تتزوّد للمعاد

قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (5)﴾ [سورة البينة] وَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: "إِنَّ اللهَ يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أحَدُكُمْ عَمَلًا أَنْ يُتْقِنَهُ" قِيلَ: وَمَا إِتْقَانُهُ يا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: "يُخْلِصُهُ مِنَ الرِّيَاءِ وَالْبِدْعَةِ" رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ.

إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى جَعَلَ الْإِخْلَاصَ شَرْطًا لِقَبُولِ الْأَعْمَالِ الصَّالِـحَةِ، وَالْإِخْلَاصُ هُوَ الْعَمَلُ بالطَّاعَةِ للهِ وَحْدَهُ. وَالْمُخْلِصُ هُوَ الَّذِي يَقُومُ بِأَعْمَالِ الطَّاعَةِ مِنْ صَلَاةٍ وَصِيَامٍ وَحَجٍّ وَزَكاةٍ وَصَدَقَةٍ وَقِرَاءَةٍ للقُرْءَانِ وَغِيرِهَا ابْتِغَاءَ الثَّوَابِ مِنَ اللهِ وَلَيْسَ لِأَنْ يَمْدَحَهُ النَّاسُ وَيَذْكُرُوهُ.
فَالْمُصَلِّي يَجِبُ أَنْ تَكُونَ نِيَّتُهُ خَالِصَةً للهِ تَعَالَى وَحْدَهُ فَقَطْ فَلَا يُصَلِّي لِيَقُولَ عَنْهُ النَّاسُ: "فُلَانٌ مُصَلٍّ لَا يَقْطَعُ الْفَرَائِضَ"، والصَّائِمُ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ صِيَامُهُ للهِ تَعَالَى وَحْدَهُ فَقَط، وَكَذَلِكَ الْأَمْرُ بالنِّسْبَةِ لِلْمُزَكِّي وَالـمُتَصَدِّقِ وَقَارِئِ الْقُرْءَانِ وَلِكَلِّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَعْمَلَ عَمَلَ بِرٍّ وَإحْسَانٍ. وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ لِرَجُلٍ سَأَلَهُ بِقَوْلِهِ: "يا رَسُولَ اللهِ الرَّجُلُ يَبْتَغِي الْأَجْرَ والذِّكْرَ مَا لَهُ؟" قَالَ: "لَا شَىءَ لَهُ" فَسَأَلَهُ الرَّجُلُ مَرَّةً ثَانِيَةً: "الرَّجُلُ يَبْتَغِي الْأَجْرَ والذِّكْرَ مَا لَهُ؟" قَالَ: "لَا شَىءَ لَهُ" حَتَّى قَالَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ قَالَ: "إِنَّ اللهَ لَا يَقْبَلُ مِنَ الْعَمَلِ إلَّا مَا كَانَ خَالِصًا لَهُ وَابْتُغِيَ بِهِ وَجْهُهُ" رَوَاهُ الْحَاكِمُ، أَيْ أَنَّ مَنْ نَوَى بِعَمَلِ الطَّاعَةِ الْأَجْرَ مِنَ اللهِ والذِّكْرَ مِنَ النَّاسِ فَلَيْسَ لَهُ مِنَ الثَّوَابِ شَىءٌ. قَالَ تَعَالَى: ﴿مَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ ۗ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (261)﴾ [سورة البقرة]. فَالدِّرْهَمُ الَّذِي يَدْفَعُهُ الْمُسْلِمُ فِي سَبِيلِ اللهِ يُضَاعِفُهُ اللهُ إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ وَيَزِيدُ اللهُ لَمِنْ يَشَاءُ. وَهَذَا الْحُكْمُ وَهُوَ مُضَاعَفَةُ الْأَجْرِ عَامٌّ لِلْمُصَلِّي والصَّائِمِ والـمُزَكِّي والـمُتَصَدِّقِ وَقَارِئِ الْقُرْءَانِ وَالْآمِرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهِي عَنِ الْمُنْكِرِ وَغَيْرِهِمْ بِشَرْطِ الْإِخْلاصِ للهِ تَعَالَى الَّذِي هُوَ أَسَاسُ الْعَمَلِ. أَخِي الْمُسْلِمَ، بَادِرْ إلَى الطَّاعَاتِ وَالْأَعْمَالِ الصَّالحَةِ بِإِخْلَاصٍ فِي النِّيَّةِ وَثَبَاتٍ فِي الْعَزِيـمَةِ وَإيَّاكَ والرِّيَاءَ فَإِنَّهُ يُبْطِلُ ثَوَابَ الْعَمَلِ وَيَسْتَوْجِبُ صَاحِبُهُ الْعَذَابَ فِي النَّارِ. اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِنْ عِبَادِكَ الْمُخْلِصِينَ الَّذِينَ يَفْعَلُونَ الطَّاعَاتِ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِكَ وَاجْعَلْنَا مِنْ عِبَادِكَ التَّوَّابِينَ الـمُتَطَهِّرِينَ.