عقيدة المسلم
"قال الله تعالى: فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴿١١﴾ سورة الشورى
عقيدة المسلم
القول في كلام الله تعالى
وإنَّ القُرءانَ كلامُ اللهِ فقوله:"وإن القرءان كلام الله" هو عطف على قوله:"إن الله واحد" والتقدير: نقول معتقدين إن الله واحد وإن محمدًا عبده المصطفى وإن القرءان كلام الله، مِنهُ بَدَا أيْ ظهرَ أيْ إنزالاً على نبيِّهِ، وليسَ المرادُ منْ كلمةِ "بَدَا" أنهُ خرجَ منهُ تَلَفُّظًا كمَا يخرجُ كلامُ أحدِنا منْ لسانِهِ تلفُّظًا بعد أن كان ساكتا كما تقولُ المشبهةُ، بلا كَيفِيَّةٍ قَولاً أيْ ليسَ بحرفٍ ولا صوتٍ لأنَّ الحرفَ والصوتَ كيفيةٌ منَ الكيفياتِ وَأَنزَلَهُ عَلى رَسُولِهِ محمد صلى الله عليه وسلم وَحْيًا، وَصَدَّقَهُ الصحابةُ المُؤمِنُونَ عَلَى ذَلِكَ أي كونِه كلامَ الله تعالى حَقًّا، وَأَيقَنُوا أي علموا باليقين أَنَّهُ كَلامُ الله تَعالى بالحَقِيقَةِ لَيسَ بِمَخلُوقٍ كَكَلامِ البَرِيَّةِ لأن القرءان يطلق على الكلام الذاتيّ الذي ليس هو بحرفٍ ولا صوتٍ ولا لغةٍ عربية ولا غيرها كما يطلق على اللفظ المنـزَّل الذي يقرأه المؤمنون، فمَنْ سَمِعَهُ فَزَعَمَ أنَّه كلامُ البَشَرِ أي أنَّه مِنْ تأليفِ بشرٍ فَقَدْ كَفَرَ، وَقَدْ ذَمَّهُ اللهُ وعَابَهُ وأَوعَدَهُ بسَقَرَ أي بعذاب النار حيثُ قالَ تعالى: ﴿سَأُصْلِيهِ سَقَرَ﴾ (26) [سورة المدثر]. فلمَّا أَوعَدَ اللهُ بسَقَرَ لِمَنْ قَالَ: ﴿إِنْ هَذَا إِلا قَوْلُ البَشَرِ﴾ (25) [سورة المدثر] عَلِمنَا وَأَيقَنَّا أَنَّهُ قَولُ خَالِقِ البَشَرِ ولا يُشبِهُ قَولَ البَشَرِ، وَمَنْ وَصَفَ اللهَ بِمعنًى مِن مَعاني البَشَرِ فَقَد كَفَرَ أيْ أنَّ مَنْ وصفَ اللهَ بوصفٍ مِنْ أوصافِ البشرِ المحدَثةِ قولاً أوِ اعتقادًا فهوَ كافرٌ لأنَّه كذَّبَ قولَه تعالى: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْءٌ﴾. فَمَنْ أَبْصَرَ هَذَا أَي من أبصر بقلبه وتأمل في هذه المعاني اعتَبَرَ أي اعتبر نفسه بِالكُفَّارِ الْمُستَحِقِّينَ لِسَقَر وَعَنْ مِثْلِ قَولِ الكُفَّارِ انزَجرَ لِئَلا يَلزَمَهُ مَا لَزِمَهُم مِنَ العَذَابِ، وَعَلِمَ أنَّهُ بِصِفَاتِهِ لَيسَ كَالبَشَرِ أي علم أن صفات الله قديمة أزلية أبدية قائمة بذاته وصفاتِ البشر حادثة مخلوقة.
عقيدة المسلم
- مقدمة
- القول في التوحيد
- القول في صفات الله وتنـزيهه
- القول في النبوة
- القول في كلام الله تعالى
- القول في الرؤية
- القول في الإسراء والمعراج
- القول في الحوض والشفاعة
- القول في الميثاق
- القول في القدر
- القول في العرش والكرسي
- القول في أهل القبلة
- النهي عن التفكر في ذات الله
- القول في المراء في الدين
- القول في القرءان
- في عدم تكفير المؤمن بالذنب ما لم يستحله
- القول في الرد على المرجئة
- باب القول في الأمن والإياس
- باب القول في الردة
- القول في الإيمان
- القول في أهل الكبائر
- في منع الخروج على أئمة المسلمين
- القول في المسح على الخفين
- القول في الإيمان بالكرام الكاتبين
- القول في عذاب القبر ونعيمه
- القول في البعث وجزاء الأعمال
- القول في أن الجنة والنار مخلوقتان
- القول في الاستطاعة
- القول في أفعال العباد
- القول في غضب الله ورضاه
- القول في حب أصحاب رسول الله
- القول في الخلافة
- القول في علماء السلف
- القول في تفضيل الأنبياء على الأولياء
- القول في أشراط الساعة
- القول في الكاهن والعراف
- القول في لزوم الجماعة