عقيدة المسلم
"قال الله تعالى: فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴿١١﴾ سورة الشورى
عقيدة المسلم
القول في الإيمان
والإِيمانُ هُوَ الإِقرَارُ أي بالشهادتَينِ بِاللِّسَانِ أي بالنطق بهما بلسانه وَالتَّصديقُ بِالجَنَانِ أي وبالتصديق القلبي. وَجَمِيعُ مَا صَحَّ عَن رَسُولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ مِنَ الشَّرعِ وَالبَيَانِ كُلُّهُ حَقٌّ أي يجب الإيمان بكل ما صح عن رسول الله، لأنه معصوم عن الكذب. وَالإِيمانُ وَاحدٌ أي أصله واحد بين المؤمنين كلهم لأن الإيمان عبارة عن التصديق بجميع ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، وَأَهلُهُ في أَصْلِهِ سَوَاءٌ أي أن إيمان أهل السماء من الملائكة وأهل الأرض من الإنس والجن في الأصل واحد وهو التصديق بوحدانية الله وإثبات صفاته وبكل ما يجب الإيمان به جملة، وجميع المكلفين في هذا على السواء.
والتَّفاضُلُ بَينَهُم بِالخَشْيَةِ والتُّقى ومُخَالَفَةِ الهَوَى وَمُلازَمَةِ الأَوْلى أي أن مَنْ كانَ خاشِيًا للهِ تعالى تَقِيًّا مُخَالِفًا لِهَواهُ مُلازِمًا لِلأَوْلَى أيْ سالِكًا مَسْلَكَ الوَرَعِ هذا يزيدُ على غيرِه، أي يزيدُ إِيْمَانُه على إِيْمَانِ غيرِهِ من حيثُ الوصفُ، أمَّا مِنْ حيثُ الأصلُ فلا يزيدُ إيمانٌ على إيمانٍ. وَالمُؤمِنُونَ كُلُّهُم أَولِيَاءُ الرَّحمنِ أي يَدخلونَ في الوِلايةِ العامَّةِ أي حَفِظَهم الله من العذابِ الذي يعذِّبُ به الكفارَ وتولاهم برحمتِه، أمَّا الوِلايةُ الخاصةُ فهيَ لأهلِ الاستقامةِ فقطْ.
وَأَكْرَمُهُمْ عِندَ اللهِ أَطوَعُهُمْ وَأَتبَعُهُمْ لِلقُرءانِ أي أشدهم طاعة هو أكرمهم عند الله الذي هو أتبعهم للقرءان أي أشدهم عملا بالقرءان. وَ أي أصلُ الإِيمان هُوَ الإِيمَانُ بِاللهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ وَالقَدَرِ خَيرِهِ وَشَرِّهِ وَحُلْوِهِ وَمُرِّهِ مِنَ اللهِ تَعَالى أيْ أنْ تُؤْمِنَ بالمقدورِ أي المخلوق خيرِه وشرِه وحُلْوِه ومُرِّه أنَّه مِنَ اللهِ أيْ أنَّه حصلَ منَ اللهِ بمشيئتِهِ وعِلْمِهِ، فهذهِ المذكوراتُ أهمُّ أمورِ الإيمان وأعظمُها.
وَنَحنُ مُؤْمِنُونَ بِذَلِكَ كُلِّهِ لا نُفَرِّقُ بَينَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَنُصَدِّقُهُمْ كُلَّهُمْ عَلَى مَا جَاءُوا بِهِ أي نؤمنُ بجميعِ رسلِه وأنبيائِه ونصدقهم جميعا.
عقيدة المسلم
- مقدمة
- القول في التوحيد
- القول في صفات الله وتنـزيهه
- القول في النبوة
- القول في كلام الله تعالى
- القول في الرؤية
- القول في الإسراء والمعراج
- القول في الحوض والشفاعة
- القول في الميثاق
- القول في القدر
- القول في العرش والكرسي
- القول في أهل القبلة
- النهي عن التفكر في ذات الله
- القول في المراء في الدين
- القول في القرءان
- في عدم تكفير المؤمن بالذنب ما لم يستحله
- القول في الرد على المرجئة
- باب القول في الأمن والإياس
- باب القول في الردة
- القول في الإيمان
- القول في أهل الكبائر
- في منع الخروج على أئمة المسلمين
- القول في المسح على الخفين
- القول في الإيمان بالكرام الكاتبين
- القول في عذاب القبر ونعيمه
- القول في البعث وجزاء الأعمال
- القول في أن الجنة والنار مخلوقتان
- القول في الاستطاعة
- القول في أفعال العباد
- القول في غضب الله ورضاه
- القول في حب أصحاب رسول الله
- القول في الخلافة
- القول في علماء السلف
- القول في تفضيل الأنبياء على الأولياء
- القول في أشراط الساعة
- القول في الكاهن والعراف
- القول في لزوم الجماعة