عقيدة المسلم

"قال الله تعالى: فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴿١١﴾ سورة الشورى

عقيدة المسلم



القول في الاستطاعة

وَالاسْتِطَاعَةُ أي أن النوع الأول من الاستطاعة التي يَجِبُ بِها الفِعْلُ مِنْ نَحْوِ التَّوفِيقِ أي في الطاعاتِ تسمى توفيقا وفي المعاصي تُسمَّى خِذلانًا الَّذي لا يَجُوزُ أَنْ يُوصَفَ المَخلُوقُ بِهِ أي لأنّها من الله، فَهِيَ مَعَ الفعلِ أي يُحْدِثُهَا الله مقرونةً بالفعلِ، فيَتَحَقَّقُ بِها منَ العبدِ الفعلُ كحركة الإصبع مع حركة الخاتم ليكون العبد دائمًا مفتقرًا إلى توفيق الله ومشيئته وتأييده، وَأَمّا الاسْتطَاعَةُ أي أن النوع الثاني من الاستطاعة تكون مِنْ جِهَةِ الصِّحَّةِ وَالوُسْعِ والتَّمَكُّنِ وَسَلامَةِ أي الأَسْبَابِ والآلاتِ أي الجوارح والأعضاء فَهِي قَبلَ الفِعْلِ وَبِهَا يَتَعَلَّقُ الخِطَابُ، وهِيَ كَمَا قَالَ تَعَالى: ﴿لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا﴾ (286) [سورة البقرة]: أي وَلا يُكَلَّفُ العَبدُ بِمَا لَيسَ فِي وُسْعِهِ.

عقيدة المسلم

عقيدة المسلم