جهنم... أتَقْوَى على عذابها!

قال الله تعالى: أَلَم يَعلَموا أَنَّهُ مَن يُحادِدِ اللَّـهَ وَرَسولَهُ فَأَنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ خالِدًا فيها ذلِكَ الخِزيُ العَظيمُ ﴿٦٣﴾ سورة التوبة

جهنم... أتَقْوَى على عذابها!

لا يجدون وليّا ولا نصيرا

لا يجدون وليّا ولا نصيرا

أما بعدُ فإنَّ اللهَّ تعالى يقولُ في القرءانِ الكريمِ في سورةِ الأحزابِ: ﴿إِنَّ اللهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا (64) خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا (65)﴾ [سورة الأحزاب] أي هيّأَ لهم نارًا شديدةً وهي جهنمُ. جهنمُ الآنَ مخلوقةٌ جاهزةٌ قبلَ أن يخلقَ اللهُ ءادمَ خُلِقَتْ ﴿خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا﴾ الكفارُ يخلدونَ في نارِ جهنمَ الى غيرِ نهايةٍ، ماكثونَ فيها إلى أبدِ الآبادِ،

ليسَ إلى يومٍ أو يومينِ أو شهرٍ أو عامٍ أو قرنٍ أو ألفِ عامٍ أو ألفِ ألفِ عامٍ، أو ألفِ ألفِ ألفِ ءالافِ ألفِ عامٍ، بل إلى ما لا نهايةَ لهُ، عذابًا لا ينقطعُ ولا يزولُ ولا ينتهي، جحيمٌ مستمرٌ، سعيرٌ مستمرٌ دائمٌ، ءالامٌ تتجددُ وتزيدُ.
وقد أجمعتِ الأمةُ المحمديةُ على أن النارَ باقيةٌ إلى ما لا نهايةَ كما ذكرَ الإمامُ أبو جعفرٍ الطحاويُّ أحمدُ بنُ سلامةَ رحمَهُ اللهُ في رسالتهِ التي ألَّفَها لبيانِ عقيدةِ السلفِ عقيدةِ أهلِ السنةِ والجماعةِ ﴿لا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا﴾ لا يجدونَ من يدفعُ عنهم، من يُخلصُهم مِنَ العذابِ، لا يجدونَ من ينصُرُهم مِنَ اللهِ تعالى؛ لأنَّ اللهَ تعالى هو القادرُ الذي ليسَ فوقَهُ قادرٌ.
الكفارُ يخلدونَ في النارِ أبدًا لا يخرجونَ منها ، كما ثبتَ ذلك في النصوصِ الشرعيةِ كقولِه تعالى: ﴿لا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا (65)﴾ ولا يموتونَ في النارِ فيرتاحونَ مِنَ العذابِ ولا يحيَونَ حياةً هنيئةً طيبةً بل هم دائمًا في نكدٍ وعذابٍ، ووصفَها رسولُ اللهِ عليهِ وسلمَ بأنها نارٌ حاميةٌ أليسَ يقولُ النبيُّ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ كما جاءَ في الحديثِ الذي رواهُ التّرمذيُّ:" أُوقِدَ على النَّارِ ألفَ سنةٍ حتّى احمَرّت وألفَ سنةٍ حتّى ابيضَّت وألفَ سنةٍ حتَّى اسوَدَّت فهي سَودَاءُ مظلمةٌ" فالنارُ عذابُها شديدٌ شديدٌ. نسألُ اللهَ الأمانَ والسلامةَ وحسنَ العافيةِ والختامَ.