من ءادابه صلى الله عليه وسلم

قال الله تعالى: وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴿٤﴾ سورة القلم

من ءادابه صلى الله عليه وسلم

التواضع

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنكم لتغفلون عن أفضل العبادة التواضع" رواه الحافظ ابن حجر في الأمالي وقال حديث حسن. وروى مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "من تواضع لله رفعه الله". الحديث.
والتواضع مطلوب مع الكبار والصغار والأغنياء والفقراء لوجه الله تعالى. أما التواضع للغني لغناه فمذموم والتكبر مذموم في وجه المؤمن وغير المؤمن لأن الأنبياء لما دعوا الكفار إلى الدين ما كانوا متكبرين عليهم لأنهم لو كانوا متكبرين في وجوه الكفار لنفروا عنهم، وأحوال النبي صلى الله عليه وسلم وغيره من الأنبياء تدل على ذلك.
كان رجل من اليهود في المدينة عامل النبي صلى الله عليه وسلم بدين إلى أجل ثم جاء إلى النبي قبل ان يحل الأجل فقال "يا بني المطلب إنكم مطل" فلم يعنفه النبي ولا أظهر الغضب منه ثم أمر النبي بوفاء دينه على وجه الإحسان، فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكفهر في وجه هذا اليهودي الذي أهانه من ذمه وذم عشريته لأن كلامه شامل له ولعشيرته فكأنه قال "أنت يا محمد وعشيرتك تماطلون الدين" فأسلم هذا اليهودي لأنه أراد أن يمتحنه هل يجد فيه العلامات التي هي مذكورة في بعض الكتب القديمة من صفة محمد فلما رءاها كلها أسلم.
وحصل لسيدنا أحمد الرفاعي رضي الله عنه شبيه بذلك، كان سيدنا أحمد ذات يوم يمشي مع جمع من مريديه فعلم بذلك يهودي كان يسمع أن السيد أحمد الرفاعي حليم متواضع فأراد أن يمتحنه هل هو كما يصفه الناس أم لا فأتى إليه وقال له يا سيد أنت أفضل أم الكلب أفضل؟ فقال السيد أحمد رضي الله عنه إن نجوت على الصراط فأنا أفضل، فأسلم اليهودي وأسلم أهله وكثير من معارفه. فلولا أنه تواضع معه لم يسلم، فلو كان ظهر في وجهه أنه غضب ولو كان اكفهر في وجهه أو قال له كلمة شتم ما رغب في الإسلام، لكن أعجبه شدة حلمه وتواضعه فاعترف في نفسه بأن دين هذا السيد صحيح.

قائمة من ءادابه صلى الله عليه وسلم