من ءادابه صلى الله عليه وسلم

قال الله تعالى: وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴿٤﴾ سورة القلم

من ءادابه صلى الله عليه وسلم

حسن الخلق

الحمد لله رب العالمين له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، والصلاة والسلام على محمد سيد الأنبياء والمرسلين، وعلى ءاله الطاهرين وصحابته الطيبين.
أما بعد فإن حُسن الخُلُقِ يدخلُ فيهِ كَظمُ الغَيظِ ولينُ الجانِبِ والتواضعُ لقولهِ تعالى: ﴿وإنَّكَ لعلى خُلُقٍ عظيمٍ﴾ [سورة القلم/4]، وقولهِ تعالى: ﴿والكاظِمينَ الغَيْظَ والعافِينَ عنِ الناسِ واللهُ يُحِبُّ المُحْسِنينَ﴾ [سورة ءال عمران/134].
ولحديثِ عبدِ الله بن عمرو في الصحيحين: "أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكُن فاحِشًا ولا مُتَفَحّشًا، وقالَ: إنَّ مِن خِيارِكُم أحْسَنَكُم أخلاقًا" وفي روايةٍ: "إنَّ مِن أحَبّكُم إليَّ أحسَنَكُم أخلاقًا".
قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "خَصْلَتانِ ما إنْ تجَمَّلَ الخلائِقُ بمِثْلِهما حُسْنُ الخلُقِ وطولُ الصَّمْتِ"، رواهُ عبدُ الله بنُ محمّدٍ أبو بكرِ بن أبي الدُّنيا القُرَشيُّ في كتابِ الصَّمْتِ. وأما "حُسنُ الخُلُقِ" المذكور في الحديثِ فهو عبارةٌ عن ثلاثةِ أمورٍ: كَفُّ الأذَى عن الناسِ، وتَحَمُّلُ أذى الناسِ، وأن يعمَلَ المعروفَ مع الذي يعرفُ له إحسانهُ ومع الذي لا يعرفُ لهُ. ومن نالَ حسنَ الخُلُقِ فقد نَالَ مقامًا عاليًا، فقد يبلغُ الرَّجلُ بِحُسنِ خلقِهِ درجةَ القائِمِ الصَّائِمِ، أي الذي لا يتركُ القيامَ في جوفِ الليلِ ولا يتركُ صيامَ النفلِ.
ومعنى: "طول الصَّمتِ" في الحديث الذي مرَّ ذكرهُ تقليلُ الكلامِ، فإن طولَ الصَّمتِ من غيرِ ذِكرِ الله وسائرِ الحسناتِ يكونُ مطلوبًا محبوبًا عند الله تعالى، أما مِن ذِكرِهِ وسائرِ الحسناتِ فإكثارُ استعمالِ اللسانِ مطلوبٌ ولا سيما التَّهليلُ، فالمعنى أنَّ الإنسانَ ينبغي لهُ أن لا يتكلَّمَ إلا بكلامٍ ليسَ عليه فيه مؤاخذةٌ عندَ الله، ثم الأشياءُ التي ينبغي حفظُ اللسانِ عنها من الكلماتِ كثيرة ومن أكثرِها وقوعًا من الناسِ الغيبةُ، نسألُ الله السَّلامَةَ وأن يحفظَ لنا ألسنَتَنَا من المَهَالِكِ.

قائمة من ءادابه صلى الله عليه وسلم