كتاب الروائح الزكيّة في مولد خير البرية

بدعة الضلالة

* بِدْعَةُ الجَهْمِيَّةِ: ويُسَمَّوْنَ الـجَبْـرِيَّةَ أَتْبَاعَ جَهْمِ بنِ صَفْوَانَ1 يَقولونَ: إِنَّ العَبْدَ مَـجْبُورٌ في أَفْعالِهِ لا اخْتِيَارَ لَهُ وَإِنَّـمَا هُوَ كَالرِّيشَةِ الـمُعَلَّقَةِ في الهَواءِ يَأْخُذُها الهَواءُ يَـمْنَةً ويَسْرَةً.
* بِدْعَةُ الخَوَارجِ2: الَّذِينَ خَرَجُوا عَلَى سَيِّدِنا عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَيُكَفِّرُونَ مُرْتَكِبَ الكَبيـرَةِ. * بِدْعَةُ القَوْلِ بِحَوَادِثَ لا أَوَّلَ لَها، وَهِيَ مُخَالِفَةٌ لِصَرِيحِ العَقْلِ والنَّقْلِ. وَحَدِيثُ: "كانَ الله وَلَمْ يَكُنْ شَىْءٌ غَيْرُهُ" مِنْ أَصْرَحِ الرِّواياتِ بِنَفْيِ القَوْلِ بِحَوادِثَ لا أَوَّلَ لَها.


فَإِنْ قِيلَ: أَلَيْسَ قالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيما رَواهُ أَبو داودَ عَنِ العِرْبَاضِ بنِ سَارِيَةَ3: "وَإِيَّاكُمْ وَمُـحْدَثَاتِ الأمُورِ فَإنَّ كُلَّ مُـحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ". فَالجَوابُ: أَنَّ هَذَا الحَدِيثَ لَفْظُهُ عامٌّ وَمَعْناهُ مَخْصوصٌ بِدَليلِ الأَحادِيثِ السَّابِقِ ذِكْرُها فَيُقالُ: إِنَّ مُرَادَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما أُحْدِثَ عَلَى خِلافِ الكِتابِ أَوِ السُّنَّةِ أَوِ الإِجْماعِ أَوِ الأَثَرِ.


1- راجع في شأنه وفرقته : التبصير في الدين (107/ص)، الفرق بين الفرق (211/ص)، المِلل والنّحل (86/ص).
2- راجع مقالاتهم وفِرقهم : التبصير في الدين (62 و45/ص).
3- رواه أبو داود في سننه : كتاب السنَّة : باب لزوم السنَّة.