أما بعد فقد أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالإحسان إلى الزوجة فقال "استوصوا بالنساءِ خيرًا فإنهنَّ عوانٍ عندكم" رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه أي أسيراتٌ، وقال "استوصوا بالنساء خيرًا فإنهنَّ خُلقنَ من ضلعٍ أعوج" رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة، وقال الله تعالى: ﴿وعاشروهنَّ بالمعروف﴾ [سورة النساء/19] أي بلا إيذاء ولا تقصير في الحقوق فالذي يُحسنُ معاملةَ نسائهِ فهو من أفضل المؤمنين أي يُحسن إليهنّ بالعطفِ والرحمةِ والإحسان. أفضلُ الرجال هم الذينَ يكون إحسانهم لنسائهم أحسن فيتواضع مع امرأته ويُحسن إليها ويصفح ويعفو عن سيئاتها ولا يقابل إساءتها بالإساءةِ ويعاملها بالحكمةِ والمُداراة. وقال عليه الصلاة والسلام "خيركم خيركم لأهلهِ وأنا خيركم لأهلي" رواه البخاري. أي أنه عليه الصلاة والسلام يعاملُ نساءه أحسنَ معاملة أكثر من غيره، فقد كان عليه الصلاة والسلام عندما يخرج يأتي إلى باب زوجتهِ هذه ويقول "السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته" ويأتي باب الأخرى ويقول مثل هذا ويأتي باب الأخرى ويقول مثل هذا وهكذا يدور عليهنّ للسلام في غير دور صاحبةِ الدور، فأيّ سرور يدخل على زوجتهِ التي يُسلِّمُ عليها. الرسول عليه الصلاة والسلام علّمنا أن نتواضعَ مع أهلنا وأن نخالف أنفسنا لأن النفس تحب الترفع، والتواضع مطلوبٌ، الرجلُ إذا خدم نفسه وخدم زوجته في البيت بدلَ أن ينتظر خدمتها هذا عند الله أفضلُ، الرسول كان يحلبُ شاته بيده إلى البيت بدل أن يقول لإحدى نسائه احلبيه أنت، كان يتولى خدمة البيت بنفسه ويخيط ثوبه أي يرقعه ويخصف نعله أي يخرزها أي يخيطها ويرفع دلوهُ ولو قيل إنه كان يكنس بيته لا يبعُدُ بل هذا من كمال التواضع لكن هذا ما وردَ في السيرة.