المقصد الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى
قال الله تعالى: هُوَ اللَّـهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿٢٤﴾ سورة الحشر
المقصد الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى
بسم الله الرحمن الرحيم
المقصِد الأسنى في شرح أسماء الله الحسْنى
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وءاله وصحبه الطاهرين وسلّم وبعد:
فقد قال الله تعالى: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ﴾ [سورة الشورى/11]، وقال تعالى: ﴿وَللهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا﴾ [سورة الأعراف/180]، وقال: ﴿قُلِ ادْعُواْ اللهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَنَ أَيًّا مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى﴾ [سورة الإسراء/110]، وروى البخاريُّ ومسلمٌ عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم أنه قالَ: "إن لله تعالى تسعةً وتسعينَ اسمًا مائةً إلا واحدًا من أحصاها دَخَلَ الجنةَ". وقد فَسَّرَ بعضُ أهلِ العِلمِ بأنَّ المرادَ أن يكونَ مُستَظهِرًا لها مع اعتقادِ معانيها،
وروى الترمذي في سننه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن لله تسعة وتسعين اسمًا مائةً إلا واحدًا من أحصاها دخل الجنة وهو وتر يحب الوتر هو الله الذي لا إله إلا هو الرحمنُ، الرحيمُ، المَلِكُ، القُدُّوسُ، السلامُ، المؤمِنُ، المُهَيمِنُ، العزيزُ، الجَبَّارُ، المتَكَبّرُ، الخَالِقُ، البارىءُ، المصوِّرُ، الغَفَّارُ، القَهَّارُ، الوهَّابُ، الرزّاقُ، الفتّاحُ، العليمُ، القابِضُ، البَاسِطُ، الخافِضُ، الرافِعُ، المُعِزُّ، المُذِلُّ، السميعُ، البصيرُ، الحَكَمُ، العَدْلُ، اللطيفُ، الخَبِيرُ، الحَلِيمُ، العظيمُ، الغفورُ، الشكورُ، العلي، الكبيرُ، الحَفِيظُ، المُقيتُ، الحَسِيبُ، الجليلُ، الكَريمُ، الرقيبُ، المجيبُ، الواسعُ، الحكيمُ، الودودُ، المَجيدُ، البَاعِثُ، الشهيدُ، الحقُّ، الوكيلُ، القويُّ، المتينُ، الوليُّ، الحميدُ، المُحْصي، المبدىءُ، المعيدُ، المُحيي، المميتُ، الحيُّ، القيُّومُ، الواجدُ، الماجدُ،
الواحدُ، الصَّمَدُ، القادِرُ، المقتدِرُ، المقَدِّمُ، المؤخّرُ، الأولُ، الآخِرُ، الظاهرُ، الباطنُ، الوالي، المتعالي، البرُّ، التوابُ، المنتقمُ، العَفوُّ، الرءوفُ، مالكُ الملكِ ذو الجلالِ والإكرام، المقْسِطُ، الجامعُ، الغنيُّ، المغني، المانعُ، الضارُّ، النافعُ، النورُ، الهادي، البديعُ، الباقي، الوارثُ، الرشيدُ، الصَّبورُ، الكافي" لفظ حديث الفريابي، وفي رواية الحسن بن سفيان: "الرافع" بدل "المانع"، وقيل: في رواية النصيبي: "المغيث" بدل "المقيت". فنذكُرُها مع مراعاةِ روايةِ التّرمذيّ ورمزُه (ت)، وابنِ ماجه ورمزُه (جه)، والحاكمِ ورمزُه (كم)؛ مع ذكرِ بعضِ ما وَرَدَ في كتابِ اشتقاقِ أسماءِ الله الحسنى للزّجاجي ورمزُه (زج)، وكتابِ المنهاجِ للحليميّ ورمزُه (حل)، طلبًا للأجرِ والخيرِ والبركةِ بذكرِ أسماءِ الله الحسنى.
الله
1 - الله: أي من له الأُلوهِيَّةُ وهو أنه تعالى مُستَحِقٌّ للعبادةِ وهي نهايةُ الخشوعِ والخضوعِ، قال الله تعالى: ﴿اللهُ خَالِقُ كُلِّ شَىْءٍ﴾ [سورة الزمر/62]. ت
الرحمن
2 - الرحمن وهو من الأسماءِ الخاصَّةِ بالله وَمَعْنَاهُ أَنَّ الله شَمِلَت رحمتُه المؤمنَ والكافرَ في الدنيا وهو الذي يرحم المؤمنين فقط في الآخرة قال تعالى:﴿الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ﴾ [سورة الفاتحة/3]. ت
الرحيم
3 - الرحيم: أي الذي يرحَم المؤمنينَ فقط في الآخرة قالَ تعالى: ﴿وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا﴾ [سورة الأحزاب/43]. ت
الْمَلِكُ
4 - الْمَلِكُ: أي أنَّ الله موصوفٌ بِتَمامِ المُلكِ، ومُلكه أزلي أبدي وأما المُلك الذي يعطيه للعبد في الدنيا فهو حادث يزول قال تعالى: ﴿فَتَعَالَى اللهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ﴾ [سورة طه/114]. ت
القدّوس
5 - القدّوس: فهو المنزَّهُ عن الشريكِ والوَلَدِ وصفاتِ الخلقِ كالحاجةِ للمكانِ أو الزمانِ فهو خالقُهما وما سِواهُمَا، وهو تباركَ وتعالى المُنَزَّهُ عن النقائِص الطَّاهِرُ من العُيوبِ قال تعالى: ﴿الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ﴾ [سورة الحشر/23]. ت
السّلام
6 - السّلام: أي الذي سَلِمَ من كُلّ عيبٍ فلا يوصفُ بالظُّلمِ أو الوَلَدِيَّةِ أو الزَّوجِيَّةِ قال تعالى: ﴿السَّلامُ الْمُؤْمِنُ﴾ [سورة الحشر/23]. ت
المؤمن
7 - المؤمن: وهو الذي يَصدُقُ عبادَه وعدَه ويفي بما ضَمِنَهُ لهم قال تعالى: ﴿السَّلامُ الْمُؤْمِنُ﴾ [سورة الحشر/23]. ت
المهيمن
8 - المهيمن: أي الشاهدُ على خلقِهِ بما يكونُ منهم من قولٍ أو فعلٍ أو اعتقادٍ قال تعالى: ﴿الْمُهَيْمِنُ﴾ [سورة الحشر/23]. ت
العزيز
9 - العزيز: هو القويُّ الذي لا يُغلَبُ لأنه تعالى غَالِبٌ على أمرِهِ قال تعالى: ﴿وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ [سورة إبراهيم/4]. ت
الجبّار
10 - الجبّار: هو الذي جَبَرَ مفاقِرَ الخَلقِ أو الذي قَهَرَهُم على ما أرادَ قال تعالى: ﴿الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ﴾ [سورة الحشر/23]. ت
المتكبّر
11 - المتكبّر: هو العظيمُ المتعالي عن صفاتِ الخَلقِ القاهِرُ لعُتَاةِ خَلقِهِ قال تعالى: ﴿الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ﴾ [سورة الحشر/23]. ت
الخالق
12 - الخالق: هو مُبرِزُ الأشياء من العَدَمِ إلى الوجودِ فلا خالِقَ إلا هو عَزَّ وجَلَّ قال تعالى: ﴿هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللهِ﴾ [سورة فاطر/3]. ت
البارئ
13 - البارئ: أي أنه هو خلق الخَلقَ لا عَن مِثالٍ سَبَقَ قال تعالى: ﴿الْبَارِئُ﴾ [سورة الحشر/24]. ت
المصوّر
14 - المصوّر: الذي أَنشَأَ خَلقَهُ على صُوَرٍ مختلفَةٍ تَتَمَيَّزُ بها على اختلافِها وكَثرَتِها قال تعالى: ﴿هُوَ اللهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ﴾ [سورة الحشر/24]. ت
الغفّار
15 - الغفّار: هو الذي يَغفِرُ الذنوبَ قال تعالى: ﴿أَلا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ﴾ [سورة الزمر/5]. ت
القهّار
16 - القهّار: هو الذي قَهَرَ المخلوقاتِ بالموتِ قال تعالى: ﴿وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ﴾ [سورة الرعد/16]. ت
الوهّاب
17 - الوهّاب: هو الذي يجودُ بالعطاءِ من غيرِ استِثَابةٍ أي يثيبُ الطائعينَ فَضلًا منهُ وكَرَمًا قال تعالى: ﴿الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ﴾ [سورة ص/9]. ت
الرزّاق
18 - الرزّاق: هو المتكفّل بالرزقِ وقد وسعَ رِزقُه المخلوقاتِ كُلَّهُم قال تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ﴾ [سورة الذاريات/58]. ت
الفتّاح
19 - الفتّاح: هو الذي يَفتَحُ على خَلقِهِ ما انغلَقَ عليهم من أمورِهِم فيُيَسّرُها لهم فَضلًا منه وكَرَمًا قال تعالى: ﴿وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ﴾ [سورة سبإ/26]. ت
العليم
20 - العليم: هو العالِمُ بالسرائرِ والخفياتِ التي لا يدرِكُها علمُ المخلوقاتِ ولا يجوزُ أن يُسمى الله عارفًا قال تعالى: ﴿وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ [سورة النساء/26]. ت
القابض الباسط
21 - القابض الباسط: هو الذي يَقتُرُ الرزقَ بحكمته ويَبسطُه بجودِهِ وكَرَمِهِ قال تعالى: ﴿وَاللهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ﴾ [سورة البقرة/245]. ت
الخافض الرافع
22 - الخافض الرافع: هو الذي يُخْفِضُ الجبارين ويُذِلُّ المتكبرين ويرفَعُ أولياءَهُ بالطاعةِ فيُعلي مراتِبَهُم. ت
المُذلّ المُعزّ
23 - المُذلّ المُعزّ: أي أن الله أعزَّ أولياءَه بالنعيمِ المقيم في الجنةِ وأَذَلَّ الكافرينَ بالخلودِ في النارِ، وفي كتاب الله عز وجل ﴿وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء﴾ [سورة ءال عمران/26]. ت
السميع
24 - السميع: هو السَّامعُ للسِّرِّ والنَّجوى بلا كيفٍ ولا ءالةٍ ولا جارحةٍ وهو سميعُ الدعاءِ أي مجيبُهُ قال تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [سورة غافر/20]. ت
البصير
25 - البصير: أي أنه تعالى يرى المرئيات بلا كيفٍ ولا ءالةٍ ولا جارحةٍ قال تعالى: ﴿وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ﴾ [سورة الشورى/11]. ت
الحَكَمُ
26 - الحَكَمُ: أي الحاكِمُ بين الخلقِ في الآخرةِ ولا حَكَمَ غيرُه وهو الحَكَمُ العَدلُ قال تعالى: ﴿وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ﴾ [سورة يونس/109]. ت
العدل
27 - العدل: هو المنزَّهُ عن الظُّلمِ والجَورِ لأن الظُّلمَ هو وَضعُ الشّىءِ في غَيرِ مَوضِعِهِ. ت
اللطيف
28 - اللطيف: هو المحسِن إلى عبادِه في خَفاءٍ وسترٍ من حيث لا يحتسِبون قال تعالى: ﴿وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾ [سورة الأنعام/103]. ت
الخبيرُ
29 - الخبيرُ: هو المطَّلع على حقيقةِ الأشياءِ فلا تخفى على الله خافيةٌ وهو عالم بالكلِّياتِ والجُزئِياتِ ومن أَنكَرَ ذلك كَفَرَ قال تعالى: ﴿وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ﴾ [سورة الأنعام/73]. ت
الحليمُ
30 - الحليمُ: هو ذو الصَّفحِ والأناةِ الذي لا يَستَفِزُّهُ غَضَبٌ ولا عِصيانُ العُصاةِ، والحليمُ هو الصَّفوحُ مع القُدرَةِ قال تعالى: ﴿وَإِنَّ اللهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ﴾ [سورة الحج/59]. ت
العظيمُ
31 - العظيمُ: فهو عظيمُ الشأنِ مُنَزَّهٌ عن صفاتِ الأجسامِ فالله أعظمُ قدرًا من كلّ عظيمٍ قال تعالى: ﴿وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ﴾ [سورة الشورى/4]. ت
الغفورُ
32 - الغفورُ: هو الذي تكثُر منه المغفرةُ قال تعالى: ﴿أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ [سورة الحجر/49]. ت
الشَّكورُ
33 - الشَّكورُ: هو الذي يُثيبُ على اليسيرِ من الطَّاعَةِ الكثيرَ من الثَّوابِ قال تعالى: ﴿إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ﴾ الآية [سورة فاطر/34]. ت
العليُّ
34 - العليُّ: هو الذي يَعلو على خَلقِهِ بقهرِهِ وقدرَتِهِ، ويستحيلُ وصفُه بارتفاعِ المكانِ لأنه تعالى منزّهٌ عن المكانِ والله خالِقُهُ، قال ابن منظور في لسانِ العربِ: العلاءُ الرِّفعة قال تعالى: ﴿وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ﴾ [سورة الشورى/4]. ت
الكبيرُ
35 - الكبيرُ: هو الجليلُ كبيرُ الشأنِ، والله أكبرُ معناه أنَّ الله أكبرُ من كلّ شىءٍ قدرًا قال تعالى: ﴿وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ﴾ [سورة سبأ/23]. ت
الحفيظُ
36 - الحفيظُ: معناه الحافِظُ لمن يشاءُ من الشَّرِّ والأذى والهَلَكَةِ قال تعالى: ﴿وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ حَفِيظٌ﴾ [سورة سبأ/21]. ت
المقيت
37 - المقيت: هو المقتدِرُ وهو رازقُ القوتِ قال تعالى: ﴿وَكَانَ اللهُ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ مُّقِيتًا﴾ [سورة النساء/85]. ت
الحسيبُ
38 - الحسيبُ: أي هو المحاسِبُ للعبادِ بما قدَّمَت أيديهِم قال تعالى: ﴿وَكَفَى بِاللهِ حَسِيبًا﴾ [سورة النساء/6]. ت
الجليلُ
39 - الجليلُ: أي الموصوفُ بالجلالِ ورِفعةِ القدرِ. ت
الكريمُ
40 - الكريمُ: هو الكثيرُ الخيرِ فيبدأُ بالنعمةِ قبلَ الاستحقاقِ ويتفضّلُ بالإحسانِ من غيرِ استثابةٍ قال تعالى: ﴿مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ﴾ [سورة الانفطار/6]. ت
الرقيبُ
41 - الرقيبُ: هو الحافظُ الذي لا يغيبُ عنهُ شىءٌ قال تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ [سورة النساء/1]. ت
المجيبُ
42 - المجيبُ: هو الذي يجيبُ المضطَرَّ إذا دعاهُ ويغيثُ الملهوفَ إذا استغاثَ به قال تعالى: ﴿قَرِيبٌ مُّجِيبٌ﴾ [سورة هود/61]. ت
الواسعُ
43 - الواسعُ: هو الذي وَسِعَ رِزقُهُ جميعَ خَلقِهِ قال تعالى: ﴿وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ [سورة النور/32].
الحكيمُ
44 - الحكيمُ: هو المُحكِمُ لخلقِ الأشياءِ كما شاءَ لأنه تعالى عالِمٌ بِعواقِبِ الأمورِ قال تعالى: ﴿وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ [سورة النساء/26]. ت
الودودُ
45 - الودودُ: هو الذي يَوَدُّ عبَادَهُ الصالحين فيرضى عنهم ويتقبَّلُ أعمالَهم قال تعالى: ﴿وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ﴾ [سورة البروج/14]. ت
المجيدُ
46 - المجيدُ: هو الواسعُ الكرمِ العالي القدرِ قال تعالى: ﴿إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ﴾ [سورة هود/73]. ت
الباعثُ
47 - الباعثُ: هو الذي يبعثُ الخلقَ بعد الموتِ ويجمَعُهُم ليومٍ لا ريبَ فيه قال تعالى: ﴿وَأَنَّ اللهَ يَبْعَثُ مَن فِي الْقُبُورِ﴾ [سورة الحج/7]. ت
الشهيدُ
48 - الشهيدُ: هو الذي لا يغيبُ عن علمِهِ شىءٌ قال تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ شَهِيدٌ [سورة الحج/7]. ت
الحقُّ
49 - الحقُّ: هو الثابتُ الوجودِ الذي لا شَكَّ في وجودِهِ قال تعالى: ﴿وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ﴾ [سورة النور/25]. ت
الوكيل
50 - الوكيل: هو الكفيلُ بأرزاقِ العِبادِ والعالِمُ بأحوالِهم قال تعالى: ﴿وَكَفَى بِاللهِ وَكِيلاً﴾ [سورة النساء/81]. ت
القويُّ
51 - القويُّ: هو التَّامُّ القُدرَةِ الذي لا يُعجِزُهُ شىءٌ، ولا يقالُ الله قوةٌ أو قدرةٌ إنما هو ذو القوةِ والقدرةِ، والقوة بمعنى القدرة قال تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ [سورة الحج/40]. ت
المتين
52 - المتين: هو الذي لا يَمَسُّهُ تَعَبٌ ولا لُغوب قال تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ﴾ [سورة الذاريات/58]. ت
الوليُّ
53 - الوليُّ: هو الناصرُ ينصُرُ عبادَه المؤمنينَ، فالأنبياءُ وأتباعُهم هم المنصورون في المعنى لأن عاقبَتهم حميدةٌ قال تعالى: ﴿وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ﴾ [سورة الشورى/28]. ت
الحميد
54 - الحميد: هو المستحقُّ للحمدِ والثناءِ والمدحِ قال تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ﴾ [سورة لقمان/26]. ت
المُحصي
55 - المُحصي: هو الذي أحصى كل شىء علمًا وعددًا قال تعالى: ﴿وَأَحْصَى كُلَّ شَىْءٍ عَدَدًا﴾ [سورة الجن/28]. ت
المُبدئ المُعيد
56 - المُبدئ المُعيد: هو الذي ابتدأ الأشياء فأوجدها عن عدمٍ، والمعيدُ هو الذي يعيد الخلق بعد الحياة إلى الممات ثم يعيده بعد الموت إلى الحياة قال تعالى: ﴿هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ﴾ [سورة البروج/13]. ت
المُحيي
57 - المُحيي: هو الذي يحيي النطفةَ الميتةَ فيخرجُ منها النَّسَمَةَ الحيةَ ويحيي الأجسامَ الباليةَ بإعادة الأرواح إليها عندَ البعثِ.
المُميت
58 - المُميت: الذي يميتُ الأحياءَ ويوهِنُ بالموتِ قوةَ الأصحاءِ الأقوياءِ قال تعالى: ﴿قُلِ اللهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ﴾ [سورة الجاثية/26]. ت
الحيّ
59 - الحيّ: هو الذي لم يَزَل موجودًا وبالحياةِ موصوفًا، قال الطحاويُّ: "ومن وَصَفَ الله بمعنًى من معاني البشر فقد كَفَر". قال تعالى: ﴿هُوَ الْحَيُّ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ﴾ [سورة غافر/65]. ت
القيّوم
60 - القيّوم: هو الدائمُ الذي لا يتغيَّر وهو القائمُ بتدبيرِ أمورِ الخلائِق قال تعالى:< ﴿اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ﴾ [سورة البقرة/255]. ت
الواجد
61 - الواجد: هو الغنيُّ الذي لا يفتقر إلى شىء. ت
الماجد
62 - الماجد: هو عظيمُ القدرِ واسعُ الكرمِ. ت
الواحد
63 - الواحد: هو الواحد الذي لا ثاني له في الأزلية والألوهية قال تعالى: ﴿وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ اللهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ﴾ [سورة ص/65]. ت
الصّمد
64 - الصّمد: هو الذي يُصمَدُ إليه في الأمورِ كلِّها ويُقصَدُ في الحوائِجِ والنَّوازِل قال تعالى: ﴿اللهُ الصَّمَدُ﴾ [سورة الإخلاص/2]. ت
القادر
65 - القادر: هو الذي لا يعتريه عجزٌ ولا فُتورٌ وهو القادرُ على كل شىءٍ لا يعجزِه شىءٌ قال تعالى: ﴿إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ﴾ [سورة الأحقاف/33]. ت
المُقتدر
66 - المُقتدر: هو القادرُ الذي لا يمتنعُ عليه شىءٌ قال تعالى: ﴿فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُّقْتَدِرٍ﴾ [سورة القمر/42]. ت
المُقدّم المؤخّر
67 - المُقدّم المؤخّر: هو المنزِلُ للأشياء منازلَها يقدِمُ ما يشاءُ منها ويؤخرُ ما يشاءُ بحكمتهِ، روى البخاري ومسلم في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أنت المقدم وأنت المؤخر". ت
الأوّل
68 - الأوّل: هو الأزليُّ القديمُ الذي ليسَ له بدايةٌ قال الله تعالى: ﴿هُوَ الأَوَّلُ﴾ [سورة الحديد/3]. ت
الآخر
69 - الآخر: هو الباقي بعدَ فناءِ الخلقِ وهو الدائمُ الذي لا نهايةَ له قال تعالى: ﴿هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ﴾ [سورة الحديد/3]. ت
الظاهر
70 - الظاهر: هو الظاهرُ فوقَ كلّ شىءٍ بالقهرِ والقوةِ والغَلَبَةِ لا بالمكانِ والصورةِ والكيفيةِ فإنها من صفاتِ الخلقِ قال تعالى: ﴿هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ﴾ [سورة الحديد/3]. ت
الباطن
71 - الباطن: هو الذي لا يستولي عليه تَوهُّمُ الكيفيةِ وهو خالقُ الكيفيَّاتِ والصُّوَرِ قال تعالى: ﴿وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ﴾ [سورة الحديد/3]. ت
الوالي
72 - الوالي: هو المالكُ لكلّ شىءٍ ونافذُ المشيئةِ في كلّ شىءٍ. ت
المُتعال
73 - المُتعال: هو المنزَّه عن صفاتِ المخلوقينَ والقاهرُ لخلقِهِ بقدرتِهِ التَّامَّةِ قال تعالى: ﴿الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ﴾ [سورة الرعد/9]. ت
البرّ
74 - البرّ: هو المحسِنُ إلى عبادِهِ الذي عَمَّ بِرُّهُ وإحسانُه جميعَ خلقِهِ فمنهُم شاكِرٌ ومنهم كافر قال تعالى: ﴿إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ﴾ [سورة الطور/28]. ت
التوّاب
75 - التوّاب: هو الذي يَقبَلُ التوبةَ كلَّما تكرَّرَت قال تعالى: ﴿وَأَنَّ اللهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾ [سورة التوبة/104]. ت
المُنتقم
76 - المُنتقم: هو الذي يبالغُ في العقوبةِ لمن يشاءُ من الظَّالمين وهو الحَكَمُ العَدلُ قال تعالى: ﴿وَاللهُ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ﴾ [سورة آل عمران/4]. ت
العفوّ
77 - العفوّ: هو الذي يصفَحُ عن الذنوبِ ويتركُ مجازاة المُسىءِ كَرَمًا وإحسانًا قال تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ﴾ [سورة الحج/60]. ت
الرءوف
78 - الرءوف: هو شديدُ الرَّحمةِ قال تعالى: ﴿إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ﴾ [سورة النحل/7]. ت
مالك الملك
79 - مالك الملك: الذي يعود إليه المُلك الذي أعطاه لبعض عباده في الدنيا، قال تعالى: ﴿قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء﴾ [سورة ءال عمران/26]، وليس هذا المُلك الذي هو صفةٌ له أزليةٌ أبديةٌ، لأن الذي وصف نفسه به بقوله ﴿مَالِكَ الْمُلْكِ﴾ (26) هو المُلكُ الذي فَسَّرَ به البخاري وغيره وجه الله في قوله تعالى: ﴿كُلُّ شَىْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ﴾ [سورة القصص/88] إلا ملكه أي سلطانه. ت
ذو الجلال والإكرام
80 - ذو الجلال والإكرام: أي أن الله مستحِقٌّ أن يُجَلَّ فلا يُجحَدَ ولا يُكفَرَ بِهِ، وهو المكرِمُ أهلَ ولايتِهِ بالفوزِ والنورِ التَّامِ يوم القيامةِ قال تعالى: ﴿وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإكْرَامِ﴾ [سورة الرحمن/27]. ت
المُقسط
81 - المُقسط: هو العادِلُ في حُكمِهِ المنزَّهُ عن الظُّلمِ والجَورِ لا يُسألُ عما يَفعَل. ت
الجامع
82 - الجامع: هو الذي يجمَعُ الخلائقَ ليومٍ لا ريبَ فيه قال تعالى: ﴿رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ﴾ [سورة ءال عمران/9]. ت
الغني
83 - الغني: هو الذي استغنى عن خلقِه والخلائقُ تفتقِرُ إليه قال تعالى: ﴿وَاللهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاء﴾ [سورة محمد/38]. ت
المُغني
84 - المُغني: هو الذي جَبَرَ مفاقِرَ الخلقِ وساقَ إليهم أَرزاقَهُم، قال تعالى: ﴿وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى﴾ [سورة النجم/48]. ت
المانع
85 - المانع: هو الذي يمنعُ من يشاءُ ما يشاء. ت
الضّار النّافع
86 - الضّار النّافع: هو القادرُ على أن يَضُرَّ من يشاءُ وينفعَ من يشاءُ. ت
النّور
87 - النّور: أي الذي بنورِهِ أي بهدايَتِهِ يَهتدِي ذو الغَوَايَة فيرشَدُ قال تعالى: ﴿اللهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ﴾ [سورة النور/35]، أي أن الله تعالى هادي أهل السموات والأرض لنور الإيمان، فالله تعالى ليس نورًا بمعنى الضوء بل هو الذي خلق النور. ت
الهادي
88 - الهادي: هو الذي منَّ على مَن شاءَ من عبادِهِ بالهدايةِ والسَّداد قال تعالى: ﴿وَيَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾ [سورة يونس/25]. ت
البديع
89 - البديع: هو الذي خَلَقَ الخلقَ مبدِعًا له ومخترِعًا لا على مِثالٍ سَبَقَ قال تعالى: ﴿بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ﴾ [سورة البقرة/117]. ت
الباقي
90 - الباقي: هو الواجب البقاء الذي لا يجوز عليه خلافُه عقلا قال تعالى: ﴿وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإكْرَامِ﴾ [سورة الرحمن/27].
الوارث
91 - الوارث: هو الباقي بعد فناءِ الخلق قال تعالى: ﴿وَإنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ﴾ [سورة الحجر/23]. ت
الرشيد
92 - الرشيد: هو الذي أَرشَدَ الخَلقَ إلى مصالِحِهِم. ت
الصبور
93 - الصبور: هو الذي لا يعاجِلُ العصاةَ بالانتقامِ منهم بل يُؤَخِّرُ ذلك إلى أجلٍ مُسَمّى ويُمهِلُهُم إلى وقتٍ معلومٍ. ت
الأحد
94 - الأحد: هو الواحدُ المنزَّهُ عن صفاتِ المخلوقاتِ، فالله لا شريكَ له في الأزليةِ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كان الله ولم يكن شىء غَيرُه" رواه البخاري، وقال تعالى: ﴿قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ﴾ [سورة الإخلاص/1]. جه
الربّ
95 - الربّ: هو السَّيِّدُ المالِكُ، ولا يقالُ الرَّبُ أي بالألفِ واللامِ إلا لله عزَّ وَجَلَّ ﴿الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [سورة الفاتحة/2]. جه
القاهر
96 - القاهر: فالله القاهِرُ والقَهَّارُ أي الغالِبُ لجميعِ خلقِهِ بقدرتِهِ وسلطانِهِ قال تعالى: ﴿وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ﴾ [سورة الأنعام/61]. جه
المُجيب
97 - المُجيب: هو الذي يقابِلُ الدّعاءَ والسؤالَ بالعطاءِ والقَبولِ بفضلِه ومَنِّه وكرمِهِ قال تعالى: ﴿ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ﴾ [سورة هود/61]. ت، جه
الكافي
98 - الكافي: هو الذي يكفي المُهِمَّ ويدفَعُ المُلِمَّ، وهو الذي يُكتَفَى بمعونتِهِ عن غيرِهِ قال تعالى: ﴿أَلَيْسَ اللهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ﴾ [سورة الزمر/36]. جه
الدائم
99 - الدائم: الباقي. جه
الصادق
100 - الصادق: هو الذي يَصدُقُ قولُه ووعدُه فما أخبرَ الله عن وقوعِهِ فلا بدَّ من وقوعِهِ قال تعالى: ﴿وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ قِيلاً﴾ [سورة النساء/122]. جه
المُحيط
101 - المُحيط: هو الذي أحاطَت قُدرَتُهُ بجميعِ خَلقِهِ، وأحاطَ بكلّ شىءٍ عِلمًا فلا يَغيبُ عن علمِهِ شىءٌ قال تعالى: ﴿أَلا إِنَّهُ بِكُلِّ شَىْءٍ مُّحِيطٌ﴾ [سورة فصلت/54]. زج
المبين
102 - المبين: بمعنى الظاهر قال تعالى: ﴿وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ﴾ [سورة النور/25]. جه
القريب
103 - القريب: أي قريبٌ بعلمِهِ من خلقِهِ، فالمطيعُ قريبٌ من الله بلا كيفٍ كما قالَ الإمامُ أبو حنيفة، قال تعالى: ﴿إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ﴾ [سورة سبإ/50]. كم
الفاطر
104 - الفاطر: هو الذي فَطَرَ الخَلقَ أي اختَرَعَهُم وأَوجَدَهُم قال تعالى: ﴿الْحَمْدُ للهِ فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ﴾ [سورة فاطر/1]. جه
العلام
105 - العلام: بمعنى العليمِ قال تعالى: ﴿وَأَنَّ اللهَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ﴾ [سورة التوبة/78]. كم
فصل فيما يجوز أن يسمى الله به وما لا يجوز
لا يجوز تسمية الله بما لم يَرِد به توقيف أي لم يرد الإذن به شرعًا، فلا يجوز تسميته جسمًا أو جوهرًا لأنه لم يَرِد ذلك في الكتاب والسنة إذنٌ به، هذا على القول بأن أسماءه تعالى توقيفية.
قال الحافظ اللغوي مرتضى الزبيدي:
"وأما على القول بجواز إطلاق المشتق مما يثبت سمعًا اتصافه بمعناه وما يُشْعِرُ بالجلال ولم يوهِم نقصًا وإن لم يَرِد توقيف كما ذهبت إليه المعتزلة وأبو بكر الباقلاني فخطأ أيضًا لأنه لم يوجد في السمع ما يُسَوّغ إطلاقه، ولأن شرطه بعد السمع أن لا يُوهِم نقصًا، فيكتفون حيث لا سمع بدلالة العقل على اتصافه تعالى بمعنى ذلك اللفظ. ومن قال بإطلاق الألفاظ التي هي أوصاف دون الأسماء الجارية مجرى الأعلام كالمصنف يعني الغزالي في المقصد الأسنى والإمام الرازي فالشرط عنده كذلك فيما أجازه دون توقيف. واسم الجنس يقتضي النقص من حيث اقتضائية الافتقار إلى أجزائه التي يتركب منها وهو أعظم مقتض للحدوث، فمن أطلقه عليه تعالى فهو عاص، بل قد كفره الإمام ركن الإسلام فيمن أطلق عليه اسم السبب والعلة وهو أظهر، فإن إطلاقه عليه وهو غير مكره عليه بعد علمه بما فيه من اقتضاء النقص استخفاف بالربوبية وهو كفر إجماعًا". اهـ.
فيُعلم من ذلك حرمة إطلاق الروح على الله، وفساد قول بعض الناس ءاه اسم من أسماء الله لأن ءاه باتفاق علماء اللغة لفظ وضع للشكاية والتوجع. وقد قرر أهل المذاهب الأربعة أن الأنين والتأوه يفسد الصلاة، وءاه من جملة ألفاظ الأنين، وقد عدَّها الزبيدي في شرح القاموس اثنتين وعشرين كلمة.
وما يروى أن الأنين اسم من أسماء الله فلا أصل له أخرجه الرافعي في تاريخ قزوين بإسنادٍ تالفٍ وهو مناقض لقول الله تعالى: ﴿وَللهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى﴾ [سورة الأعراف/180]، فقد فسَّروا الحسنى بالدالة على الكمال، فلا يجوز أن يكون اسم من أسماء الله تعالى دالا على خلاف الكمال. وما يدل على العجز والشكاية والتوجع مستحيل أن يكون اسمًا لله تعالى، وذلك دليلُ أن الحديث المذكور موضوع.
وانظروا في قول الإمام "ركن الإسلام علي السغدي الحنفي" بتكفير من سمى الله تعالى سببًا أو علة.
وأما الروح فقد ورد في بعض كتب المتصوفة اسمًا ولا عبرة بذلك لأن الروح اسم جامد ليس من الأوصاف حتى ينطبق عليه قول الغزالي، ولأنه يدل على النقص لأن الروح جسم لطيف محدَث يتعلق بالبدن والله منزه عن أن يكون كذلك، وتعالى الله أن يسمى جسمًا.
ولا يجوز أيضًا إطلاق الفم على الله أو الأذن أو نحو ذلك لأنها من قبيل الأجسام.
ويستحيل أن يكون الله تعالى جسمًا إذ لو كان جسمًا لجاز عليه ما يجوز على الأجسام من الفناء والتغير ونحو ذلك ووجب له ما يجب للأجسام كالحدوث، ولصحت الألوهية للشمس والقمر والسماء والملائكة والجن وغير ذلك، وذلك محال، وما أدى إلى المحال وهو كونه جسمًا محال.
وأما الوجه فقد ورد في القرءان إطلاقه على الله بمعنى الذات كقوله تعالى: ﴿وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرَامِ﴾ [سورة الرحمن/27].
وهنا يتعين تفسيره بالذات لأنه ورد مرفوعًا موصوفًا بذو الجلال والإكرام، وذو مرفوع أيضًا لأن الصفة تتبع الموصوف في الإعراب.
والذات المقدَّس هو الموصوف بالجلال والإكرام.
وليس في ذلك حجّة للمجسمة الذين يعتقدون أن الله تعالى له وجه بمعنى الجزء المعهود.
أما العين واليد إذا أضيفتا إلى الله فلا يراد بهما الجارحة التي للإنسان ونحوه.
قال البيهقي في كتابه الاعتقاد وغيره إنهما صفتان ليستا جارحتين، قال أبو حنيفة: ولكن يده صفته بلا كيف، وقال في الفقه الأبسط: ليست بجارحة.
وقال البيهقي في كتابه الأسماء والصفات ما نصه: "وقال أبو سليمان الخطابي رحمه الله: ليس فيما يضاف إلى الله من صفة اليدين شمال لأن الشمال محل النقص والضعف، وقد روي: "وكلتا يديه يمين"، وليس معنى اليد عندنا الجارحة إنما هو صفة جاء بها التوقيف فنحن نطلقها على ما جاءت ولا نكيّف، وننتهي إلى حيث انتهى بنا الكتاب والأخبار المأثورة الصحيحة وهو مذهب أهل السنة والجماعة.
وأما السّاق فلم يرد مضافًا إلى الله في حديث صحيح، والرواية الصحيحة هي الموافقة لما جاء في الكتاب من قوله تعالى: ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ﴾ [سورة القلم/42].
وقد فسر ابن عباس الساق بالكرب والشدة، ولا يُعَوَّلُ على رواية ساقه بالضمير". انتهى.
وأما القَدَمُ والرجل فمعناه الجماعة الذين يُقَدّمهم الله للنار فتمتلئ بهم وذلك فيما رواه البخاري وغيره: "لا تزال جهنم تقول هل من مزيد حتى يضع رب العزة فيها قدمه فتقول قَطٍ قَطٍ".
وكذلك ما ورد أن النار لا تمتلئ حتى يضع الله فيها رِجْلَهُ فتقول قط قط المراد بالرجل الفوج الذي يملأ الله بهم النار، ولغة العرب صالحة لهذا المعنى.
ولا يجوز جعل القدم والرجل من باب الصفات بل الإضافة فيهما إضافة مِلْكٍ. فمن جعل لله قدمًا ورجلا بمعنى الجزء فقد جعل الله مثل خلقه وذلك كفر، وكذب قول الله تعالى: ﴿لَوْ كَانَ هَؤُلاء ءالِهَةً مَّا وَرَدُوهَا﴾ [سورة الأنبياء/99]، فقد أفهمنا أن كل شىء يَرِدُ النار فهو مخلوق ليس بإله.
وأما العين واليد والرضا والغضب ونحو ذلك مما جاء به الكتاب أو الحديث الثابت الصحيح الإسناد المتفق على توثيق رواته فمحمول على أنه صفة أزلية، بخلاف ما أضيف إليه تعالى إضافة مِلكٍ وتشريف كالروح.
قال أبو حنيفة في الفقه الأكبر: "ورضاه وغضبه من صفاته بلا كيف".
يعني أن رضاه وغضبه ليس من الانفعالات التي تحدث في ذاته تعالى، لأنه لو كانت تحدث له صفة لكان ذاته حادثًا وهذا مستحيل.
وكذا يقال في محبته لما يحب وكراهيته لما يكره ليس انفعالا حادثًا في ذاته بل جميع ذلك ونحوه مما يضاف إليه تعالى من الصفات الأزلية ليس حادثًا في ذاته، هذا فيما يضاف إلى الله على أنه صفة.
قال أبو حنيفة: "والتغير والاختلاف في الأحوال من صفات المخلوقين" اهـ.
أما ما يضاف إليه إضافة مِلك فالأمر ظاهر.
وهناك ما لا يصح أن يضاف إليه لا على معنى الصفة ولا على معنى الملك كقول بعض المفترين على الله: "كلمة خرجت من فم الله" زعمًا منه أنها من الإنجيل، وهو نقلها من بعض هذه الأناجيل المحرفة، ولا يدري أنه لا يصح النقل منها.
ومن ذلك قول بعض المتهورين إن إطلاق الأب على الله كان في الإنجيل بمعنى أن الله متولي المسيح بالعناية لا بمعنى الأبوة الحقيقية، والحق الذي لا محيد عنه أنه لم يرد في كتاب سماوي إطلاق الأب عليه تعالى.
وأما هذه الكتب المحرفة فلا اعتماد على نقلها، وقد ألف الحافظ السخاوي في الزجر عن ذلك كتابه المسمى "الأصل الأصيل في تحريم النقل من التوراة والإنجيل".
وقد ورد في الزجر عن الاعتماد على النقل من التوراة والإنجيل بعد التحريف حديث أخرجه الطبراني وغيره بإسناد قريب من الحسن على ما يفهم من كلام الحافظ ابن حجر.
Designed & Developed by ICV Site Team