وكانت رضي الله عنها مجابة الدعوى أظمأت نهارها بالصيام وأقامت ليلها بالقيام،
عرفت الحق فوقفت عنده والتزمت به وعرفت الباطل فأنكرته واجتنبته واجتهدت بالعبادة حتى أكرمها الله عز وجل بكرامات عديدة.
كانت السيدة نفيسة عفيفة النفس فما عُرف عنها أنها مدت يدها لمخلوق وكانت تنفق على نفسها وأهل بيتها من مالها أو مال زوجها أو ما يأتيها مما تغزله بيدها،
كان من عادة الحسن الأنور والد السيدة نفيسة رضي الله عنها الجلوس في البيت الحرام وذلك لكي يعطي للناس دروس العلم ويناقشهم في أمور الفقه ويتدارسوا علوم القرءان.
وفي يوم وهو على هذه الحال أقبلت جارية لتزف إليه البشرى وتقول له أبشر يا سيدي فقد ولدت لك الليلة مولودة جميلة لم نر أحسن منها وجها ولا أضوأ منها جبينا يتلألأ النور من ثغرها ويشع من محياها، فلما سمع الحسن الأنور هذه البشرى فرح وخرّ ساجدا لله عز وجل شكرا على ما وهبه من نعمة وحمدا لاستجابة دعائه ثم أقبل على الجارية فأجزل لها العطاء ثم قال لها مري أهل البيت فليسموها نفيسة فسوف تكون إن شاء الله تعالى نفيسة.
ولما سمع الحاضرون من صفوة الأخيار وصالحي المؤمنين نبأ ولادة مولودة للحسن الأنور
قاموا وهنأوه بتحقق أمله واستجابة دعائه، فشكر لهم ثم رفع يديه إلى السماء وبسط كفيه بالدعاء والرجاء قائلا: اللهم أنبتها نباتا حسنا وتقبلها قبولا طيبا واجعلها من عبادك الصالحين وأوليائك المقربين الذين تحبهم ويحبونك.
اللهم ارزقنا حسن الاقتداء بالأنبياء والأولياء والصالحين آمين.