نساء صالحات

قال الله تعالى: وَعَدَ اللَّـهُ المُؤمِنينَ وَالمُؤمِناتِ جَنّاتٍ تَجري مِن تَحتِهَا الأَنهارُ خالِدينَ فيها وَمَساكِنَ طَيِّبَةً في جَنّاتِ عَدنٍ وَرِضوانٌ مِنَ اللَّـهِ أَكبَرُ ذلِكَ هُوَ الفَوزُ العَظيمُ ﴿٧٢﴾ سورة التوبة

نساء صالحات

السيدة نفيسة رضي الله عنها

السيدة نفيسة رضي الله عنها

ولادة السيدة نفيسة رضي الله عنها

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى ءاله وصحبه الطيبين الطاهرين. أما بعد، فقد نشأت السيدة نفيسة بنت أبي محمد الحسن الأنور في جو يسوده العلم والورع والتقوى وفي وسط يزخر بالعلماء والعباد والزهاد فقرأت القرءان وحفظته ودرست العلم ووعته وسمعت مسائل الحديث والفقه ففهمتها.

وكانت رضي الله عنها مجابة الدعوى أظمأت نهارها بالصيام وأقامت ليلها بالقيام، عرفت الحق فوقفت عنده والتزمت به وعرفت الباطل فأنكرته واجتنبته واجتهدت بالعبادة حتى أكرمها الله عز وجل بكرامات عديدة. كانت السيدة نفيسة عفيفة النفس فما عُرف عنها أنها مدت يدها لمخلوق وكانت تنفق على نفسها وأهل بيتها من مالها أو مال زوجها أو ما يأتيها مما تغزله بيدها، كان من عادة الحسن الأنور والد السيدة نفيسة رضي الله عنها الجلوس في البيت الحرام وذلك لكي يعطي للناس دروس العلم ويناقشهم في أمور الفقه ويتدارسوا علوم القرءان. وفي يوم وهو على هذه الحال أقبلت جارية لتزف إليه البشرى وتقول له أبشر يا سيدي فقد ولدت لك الليلة مولودة جميلة لم نر أحسن منها وجها ولا أضوأ منها جبينا يتلألأ النور من ثغرها ويشع من محياها، فلما سمع الحسن الأنور هذه البشرى فرح وخرّ ساجدا لله عز وجل شكرا على ما وهبه من نعمة وحمدا لاستجابة دعائه ثم أقبل على الجارية فأجزل لها العطاء ثم قال لها مري أهل البيت فليسموها نفيسة فسوف تكون إن شاء الله تعالى نفيسة. ولما سمع الحاضرون من صفوة الأخيار وصالحي المؤمنين نبأ ولادة مولودة للحسن الأنور قاموا وهنأوه بتحقق أمله واستجابة دعائه، فشكر لهم ثم رفع يديه إلى السماء وبسط كفيه بالدعاء والرجاء قائلا: اللهم أنبتها نباتا حسنا وتقبلها قبولا طيبا واجعلها من عبادك الصالحين وأوليائك المقربين الذين تحبهم ويحبونك. اللهم ارزقنا حسن الاقتداء بالأنبياء والأولياء والصالحين آمين.



نشأة السيدة نفيسة رضي الله عنها

لقد نَشَأَتِ السَّيِّدَةُ نَفِيسَةُ نَشْأَةً شَرِيفَةً، فَبَعْدَ أَنْ دَرَجَتْ بِـمَكَّةَ تَحُوطُهَا الْعِزَّةُ وَالْكَرَامَةُ، اِصْطَحَبَهَا أَبُوهَا وَهِيَ فِي الْـخَامِسَةِ مِنْ عُمُرِهَا إِلَى الْمَدِينَةِ، وَأَخَذَ يُلَقِّنُهَا أُمُورَ دِينِهَا وَدُنْيَاهَا، فَحَفِظَتِ الْقُرْءَانَ، وَلَقَّنَهَا حَديثَ النَّبِيِّ الْأَمِينِ ﷺ، وَسَـمِعَتْ سِيرَةَ الصَّالِـحِينَ، وَصِفَاتِ الـمُتَّقِينَ....

***

دخلوا في الإسلام ببركة السيدة نفيسة رضي الله عنها

أما بعد فاسمعوا رحمكم الله عمن خاف ربه العظيم الجبار وأقبل بهمة عالية على الآخرة كالسيدة نفيسة الشريقة المنسوبة إلى سيدنا رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ...

***

زواج السيدة نفيسة رضي الله عنها - 161 هـ

أما بعد فقد بلغت نفيسة العلم وكريمة الدارين سن الزواج فقد رغب فيها شباب أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم من بني الحسن والحسين رضي الله عنهما كما تهافت لخطبتها الكثير من شباب أشراف قريش ...

***

وفاة السيدة نفيسة رضي الله عنها

أما بعد، فقد كانت للسيدة نفيسة مكانة في قلوب المسلمين عامة والمصريين خاصة وكان أهل مصر يلتقونها في موسم الحج ويسألونها زيارتهم في بلدهم لكثرة ما سمعوا عن فضلها وعلمها فكانت ترحب بدعوتهم وتقول لهم سأزور بلادكم إن شاء الله تعالى ...

***