مسرى نبيّنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم

قال الله تعالى: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾
[سورة الإسراء /1].

مسرى نبيّنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم

سبحان الذي أسرى بعبده ليلا

سبحان الذي أسرى بعبده ليلا

الحمد لله رب العالمين، له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، صلوات الله البر الرحيم والملائكة المقربين على سيدنا محمد أشرف المرسلين وخاتم النبيين وعلى ءاله وإخوانه الطيبين الطاهرين، أما بعد:
فلقد أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم وعرج به إلى السماء ثم عاد إلى الأرض، كل ذلك في أقل من نصف ليلة،

لذلك قال الله تعالى في القرءان الكريم: ﴿سبحان الذي أسرى بعبده ليلًا﴾ ومعروف أن الإسراء من السير ليلًا، وإنما قال تعالى: ﴿ليلًا﴾ بلفظ التأكيد لبيان تقليل مدة الإسراء، فإنه أسري به في بعض الليل، وأما قوله تعالى: ﴿بعبده﴾ أي بمحمد. قيل لما وصل النبي عليه الصلاة والسلام إلى الدرجات العالية والمراتب الرفيعة في المعراج أوحى الله سبحانه إليه: "يا محمد، بماذا أشرفك؟" قال: "بأن تنسبني إلى نفسك بالعبودية." فأنزل الله سبحانه وتعالى قوله: ﴿سبحان الذي أسرى بعبده﴾ معناه نسبة النبي إلى ربه بوصف العبودية غاية الشرف للرسول عليه الصلاة والسلام.
وأما قوله تعالى: ﴿من المسجد الحرام﴾ فهو الذي بمكة وسمي بذلك لحرمته أي لشرفه على سائر المساجد، وقوله تعالى: ﴿إلى المسجد الأقصى﴾ أي في فلسطين وسمي المسجد الأقصى لبعد المسافة بينه وبين المسجد الحرام. وأما قوله تعالى: ﴿الذي باركنا حوله﴾ لأن الله تعالى جعله مقر الأنبياء عليهم السلام ومهبط الملائكة ﴿لنريه من ءاياتنا﴾ لأنه رأى تلك الليلة العجائب والآيات التي تدل على قدرة الله تبارك وتعالى.
وأما قوله تعالى: ﴿إنه هو السميع البصير﴾ قيل أي الذي أسرى بعبده سميع لما يقول المشركون في تلك الواقعة بصير بما يعملون فيها.
اللهم إنا دعوناك فاستجب لنا دعاءنا فاغفر اللهم لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا