ءاداب السفر

قال الله تعالى: ﴿فَلَمّا جاوَزا قالَ لِفَتاهُ آتِنا غَداءَنا لَقَد لَقينا مِن سَفَرِنا هـذا نَصَبًا﴾
[سورة الكهف/٦٢].

ءاداب السفر

استحباب طلب الوصية من أهل الخير

اسْتِحْبابُ طَلَبِ الوَصِيَّةِ مِنْ أَهْلِ الخَيْرِ

أما بعد فإن الله تبارك وتعالى أثنى على نبيه الكريم بقوله: ﴿وإنك لعلى خلق عظيم﴾ أرشد الله عباده في هذه الآية إلى الإقتداء بنبيه صلى الله عليه وسلم حيث إن كان أحسن عباد الله خلقًا ثم علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حسن الخلق وحثنا عليه.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسولَ اللهِ، إِنِّي أُريدُ أَنْ أُسافِرَ فَأَوْصِني، قَالَ: "عَلَيْكَ بِتَقْوَى اللهِ، والتَّكْبيرِ عَلَى كُلِّ شَرَفٍ"، فَلَمَّا وَلَّى الرَّجُلُ قَالَ: "اللّهُمَّ اطْوِ لَهُ البُعْدَ، وَهَوِّنْ عَلَيْهِ السَّفَرَ".
في هَذَا الحَدِيثِ يَحْكِي أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: "أَنَّ رَجُلًا قالَ: يا رَسُولَ اللهِ، إنِّي أُريدُ أنْ أُسافِرَ" أَيْ أَبْتَغي السَّفرَ، "فأَوْصني"، أُريدُ مِنْكَ نَصيحَةً وَوَصِيَّةً، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "عَلَيْكَ بتَقوى اللهِ" أَيِ الْزَمْ تَقْوَى اللهِ في فِعْلِ ما يُرْضي اللهَ وَاجْتَنِبِ الـمَعاصِي، فَتَجْعَلُ بَيْنَكَ وَبَيْنَ عَذابِ اللهِ وِقايةً، "وَالتَّكْبِيرِ" أَيْ أَنْ تَقولَ اللهُ أَكْبَرُ "عَلَى كُلِّ شَرَفٍ" وَالشَّرَفُ هُوَ الشَّىْءُ الـمُرْتَفِعُ، وَالـمَقْصُودُ أَنَّ التَّكْبيرَ عِنْدَ صُعودِ كُلِّ شىْءٍ مُرْتَفِعٍ. قَالَ: "فَلَمَّا وَلَّى الرَّجُلُ" أَيْ ذَهَبَ وَرَحَلَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اللّهُمَّ اطْوِ لَهُ البُعْدَ" أَيْ قَرِّبْ ما يَشُقُّ عَلَيْهِ في سَفَرِهِ مِنْ مَسافةٍ بَعِيدَةٍ، "وَهَوِّنْ عَلَيْهِ" أَيْ سَهِّلْ عَلَيْهِ مِنَ الـمَتاعِبِ وَالـمَشَاقِّ الَّتِي يَجِدُها مِنَ "السَّفَرِ".
نَسْأَلَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَجْعَلَنا مِنَ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ القَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ.

لمشاهدة لائحة فيديوهات "ءاداب السفر" اضغط هنا