أشراط الساعة

قال الله تعالى: ﴿فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً فَقَدْ جَاء أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ﴾ سورة محمد الأية 18

أشراط الساعة

أشراطُ الساعةِ الكبرى عشرةٌ

أشراطُ الساعةِ الكبرى عشرةٌ

الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ الرحمنِ الرحيمِ مالكِ يومِ الدينِ، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ القويُّ المتينُ، وأشهدُ أنَّ نبيَّنا وسيدَنا محمدًا عبدُهُ ورسولُهُ بعثَهُ اللهُ بالهدى واليقينِ، اللهمَّ صلِّ وسلِّمْ وبارِكْ على عبدِكَ ورسولِكَ محمدٍ وعلى ءالهِ الطيبينَ الطاهرينَ.
أما بعدُ فإنَّ نبيَّكم صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أخبرَ عنْ أشراطِ السّاعَةِ الكبرى وهي عشرةٌ: خروجُ الدَّجَّالِ، ويتبعُهُ نزولُ المسيحِ عليهِ السلامُ _ يقضي على المسيحِ الدجالِ _ وخروجُ يأجوجَ ومأجوجَ، هؤلاءِ أولُ أشراطِ الساعةِ الكبرى، وبعدَما يموتُ المسيحُ عيسى عليهِ السلامُ طلوعُ الشَّمسِ منْ مغربِها، وخروجُ دابَّةِ الأرضِ، بعدَ ذلكَ لا يقبلُ اللهُ مِنْ أحدٍ توبةً، فمن أسلمَ بعدَ ذلكَ لا يقبلُ اللهُ إسلامَهُ، ومنْ تابَ قبلَ ذلك تابَ اللهُ عليهِ.
وهاتانِ العلامتانِ تحصلانِ في يومٍ واحدٍ بينَ الصّبحِ والضُّحى، ودابَّةُ الأرضِ هذهِ تكلمُ الناسَ وتُميّزُ المؤمنَ مِنَ الكافرِ ولا أحدَ منهم يستطيعُ أن يَهرُبَ منها، ثُمَّ الدُّخَانُ، ينزلُ دخانٌ ينتشرُ في الأرضِ فيكادُ الكافرونَ يموتونَ مِنْ شدّةِ هذا الدُّخانِ، وأمّا المسلمُ فيصيرُ عليهِ كالزّكامِ، وثلاثةُ خسوفٍ خسفٌ بالمشرقِ وخسفٌ بالمغربِ وخسفٌ بجزيرةِ العربِ، وهذه الخسوفُ لا تأتي إلا بعدَ خروجِ الدَّجَّالِ ونزولِ المسيحِ عيسى عليهِ السلامُ وتقعُ في أوقاتٍ متقاربةٍ، والخسوفُ معناهُ انشقاقُ الأرضِ وبَلعُ مَنْ عليها.
وءاخرُ ذلكَ نارٌ تخرُجُ مِنْ قَعرِ عدنٍ فتسوقُ الناسَ إلى المغربِ، وعدنٌ أرضٌ باليمنِ. واليمنُ جنوبيُّ الحجازِ وجنوبيُّ برِّ الشامِ، تخرجُ نارٌ مِنْ هناكَ تسوقُ الناسَ والناسُ يهربونَ منها وهي تسيرُ سيرًا بطيئًا وراءَهم، لا تهبُّ هبوبَ الريحِ، فيهربُ الناسُ مِنْ مواطنِهم إلى بلادِ المغربِ.
هي نارٌ يُخرجُها اللهُ، يَخلقُها اللهُ تعالى في هذه الأرضِ، ليستْ نارَ جهنمَ، نارُ جهنمَ لا يراها الناسُ إلا يومَ القيامةِ قبلَ أن ينتهيَ الوقوفُ في مواقفِ القيامةِ قبلَ أن يستقرَّ البشرُ قسمٌ في الجنةِ وقسمٌ في جهنمَ اللهُ تعالى يأمرُ ملائكتَهُ سبعينَ ألفًا منهم يَجرونَ جهنمَ مِنْ مركزِها إلى حيثُ يراها الناسُ بأعينِهم، مِنْ بعيدٍ تظهرُ لهم يجرونَها.
الملائكةُ يجرونَ جهنمَ بسلاسلَ إلى قريبٍ مِنْ مواقفِ الناسِ حتى يرَوا بأعينِهم. الكفارُ يزدادونَ قلقًا وخوفًا، أما الأتقياءُ ءامنونَ، الملائكةُ بشَّرُوهم قبلَ خروجِهم مِنَ الدنيا بأنهم ناجونَ.
إنها أمورٌ مخيفةٌ وتؤكدُ أنَّ الدنيا فانيةٌ وأنَّ خرابَ العالمِ قد دنا، وسنسردُ بعضَ تفاصيلِ هذه العلاماتِ في الحلقاتِ القادمةِ إن شاءَ اللهُ تعالى.
ومَنْ عَلِمَ اقترابَ الساعةِ قَصُرَ أملُهُ، ولم تركنْ نفسُهُ إلى الدنيا، وقامَ بالتوبةِ، وطردَ الغفلةَ عن نفسهِ، ﴿اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ * مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ﴾.
تذكَّرْ أنك خُلِقتَ لعبادةِ اللهِ لا لمعصيتهِ، قالَ تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56)﴾ [سورة الذاريات] أي إلا لآمرَهم بعبادتي. فنحنُ مأمورونَ بعبادةِ اللهِ وطاعتهِ في كلِّ الأحوالِ والأوقاتِ وقد قيلَ:
إنا لنفرحُ بالأيامِ نقطعُها ... وكلُّ يومٍ مضى يُدني من الأجلِ
فاعملْ لنفسِكَ قبلَ الموتِ مجتهدًا ... فإنما الربحُ والخسرانُ في العملِ
فعليكَ بالتوبةِ الى اللهِ والمسارعةِ الى الطاعةِ ولا تنغرَّ بهذهِ الدنيا، فأيامُها سريعةُ الزوالِ، وساعاتُها تمضي كالخيالِ، ءاجالُنا فيها محدودةٌ، وأنفاسُنا فيها معدودةٌ، قالَ اللهُ تعالى: ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ (185)﴾ [سورة الحديد].
يا حيُّ يا قيومُ برحمتِكَ نستغيث، أصلحْ لنا شأنَنا كلَّهُ ولا تَكِلنا إلى أنفسِنا طرفةَ عينٍ.
اللهم أحسِنْ عاقبَتنا في الأمورِ كلِّها، وأجِرنا مِنْ خِزي الدنيا وعذابِ الآخرةِ.

لمشاهدة فيديوهات "أشراط الساعة" اضغط هنا